يتجاهل كثير من الأزواج اللمس تلك اللغة التعبيرية التي تعد نوعًا من أنواع التواصل غير اللفظي الذي يعبر عن أحاسيس الإنسان الداخلية وتنعكس على الشخص المتلقي.
وثبت أن للمس تأثيراً نفسياً قوياً في تهدئة المشاعر وتنمية الشعور بالأمن، فهو يعمق من درجة التقارب الجسدى ولا ينحصر ضمن إطار الإتصال الزوجي الخاص.
فاللمس يمنح الطمأنينة وقد تحتاجه الزوجة أكثر من الرجل، لكون جلدها أرق، وقد ذكر علماء أن تلك العملية تحفز إفراز هرمون الأنوثة المعروف باسم الإستروجين.
وللتعرف على أهمية اللمس، نعطي مثالاً هنا لحادثة بسيطة أثناء الحرب العالمية الثانية.. حيث وضعت عنابر ليتامى الحرب، ولاحظ طبيب من الأطباء أن أحد عنابر الأطفال يتسم بالهدوء أكثر من غيره، كما أن نسبة الموت بينهم أقل وإستجابة الأطفال لأوامر الممرضات أكثر.. سأل نفسه.. لماذا هذا العنبر بالذات أطفاله هكذا؟!.. وبرصد كل العناصر وجد أن كل العنابر بها ذات الغذاء وذات العناية الطبية، هناك شيء واحد مختلف في ذلك العنبر، عجوز تسكن بالقرب منه، تحضر كل يوم وتلمس الأطفال على رؤوسهم، وتحتضنهم.
ويقول خبير العلاقات الإنسانية في كتابه الرجال من المريخ والنساء من الزهرة -كتاب الأيام-: عندما يمد الرجل يده لكي يلمس يد المرأة فإن ذلك يستحث مشاعرها، ويفتح حواسها بشكل كبير، إن الرجل بشكل عام يحب أن يتفحص يد المرأة بيده في مرحلة الخطبة والإرتباط، ولكنه يتوقف عن ذلك بعد الزواج، وهذه خسارة كبيرة.
إن المرأة تحب أن تستشعر حب الرجل بهذه الطريقة، إنها لا تشعر بحبه إذا كانت رغبته في ملامستها لا تأتي إلا عن طريق ممارسة العلاقة الحميمة فقط.
لمسات حنونة إذا أراد الرجل أن يشعر برغبة زوجته في ممارسة العلاقة الحميمة، فإنه في حاجة إلى أن يلمسها بطريقة حنونة أكثر من مرة فى اليوم الواحد، وعندما لا يريد الممارسة، يمكنه أن يمسك بيدها، أو يطوقها بذراعيه، يربت على كتفها وذراعيها، دون أن يلمح بممارسة العلاقة الزوجية.
وأشار جراي في كتابه إلى أن لمس الزوجة فقط عند الرغبة فى ممارسة العلاقة الحميمة يشعرها أنها تستغل وأن لمسات زوجها الحانية ما هي إلا وسيلة خالية من المشاعر للوصول إلى هدفه وأن هذا التعامل أمر مسلم به.
ويقول المتخصصون أن الانسان يحتاج للمس لأنه يحمل معاني مثل: المحبة، والمداراة، والود، والإحساس بك، اللمس يعطي الطمأنينة، والتشجيع وغيرها....
فلمسات الحب والحنان لها فوائد مادية ومعنوية اللذة هى الفائدة المادية..وتنمية الشعور بالحب لدى الطرف الآخر، وإرتواء الجانب العاطفى للزوجين، فهو الفائدة المعنوية.
فالزوجة كائن بشري تحتاج دائما إلى الإحساس بالحب والحنان، فكم مرة أيها الزوج فكرت فى أن تربت على يد زوجتك..أو أن تربت على كتفها أو أن تلمس خصلات شعرها.
فهذه اللمسات البسيطة تظل عالقة بذهنها لتعطيها الإحساس بالعاطفة والطمأنينة.
وأنت أيتها الزوجة كم مرة فكرت فى أن تعطي لمسات الحب لزوجك.
كثيرات من النساء يعملن بمقولة -أقصر الطرق لقلب الرجل معدته- وذلك لتنال رضاه... لكنها بذلك تهمل الجانب العاطفي الذي هو في إحتياج إليه أكثر من الطعام.
وهذا السبب بالذات دفع الرجال إلى البحث عن الحب خارج حياتهم الزوجية، لذا فإن غذاء الزوج يجب أن يكون ماديا ومعنويا...فالإهتمام بالناحية الغذائية لابد أن يتبعه الإهتمام باللمسات الحارة التى تدفعه إلى التعلق بها...حيث إن اللمسات تجدد الحب فى قلبه لها.
فلا تخجلى ولا تشحي فى عطائك العاطفى لزوجك فلمسات الحنان التى يقدمها الزوجان لبعضهما تنسيهم الجزء الأكبر من متاعب الحياة.
فالرجل بحاجة الى لمساتك الحانية بعد عناء يوم متعب وشاق، وإشباع الجانب العاطفي للرجل يجعله يشعر بالإنتماء إلى حياته الزوجية، فالكلمات الرومانسية لا ينبغي أن تظل حبيسة غرفة النوم فقط، بل يجب أن تحلق فى كل مكان يوجد به الزوجان.
الكاتب: بدرية طه.
المصدر: موقع رسالة المرأة.